التسجيل
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
مجنون ياابا الطيب مجنون .. بل إنني اقسم ان الجنون يتلبسك من قمة رأسك الى أخمص قدميك .. هذا الأخمص الذي تعب الشعراء على مدى قرون ان يتجاوزوه ... ماذا تركت لنا يارجل .. حملت معك كل الشعر ومضيت .. واجزم انك لو عدت من جديد لقلت شعرً يصعب علينا قوله رغم اتساع مدن الثقافة وتقارب الحضارات ... ماذا فعلت بنا يارجل ماذا فعلت
يفدي أتم الطير عمراً سلاحه
نسور الفلا أحداثها والقشاعم
وما ضرها خلق بغير مخالب
وقــد خلقت أسيافه والقوائــم
وأنت ياصديقي ماضرك أنك لم تعطى الأمارة والحمدلله أنك لم تعطها لأنها كانت ستقتل الشاعر في داخلك فلو وليتها لولى منك الشعر الا تتفق معي أيها المبدع المجنون .. حوالي الف سنة منذ رحلت وشعرك يشنف الأذان ويلمس شغاف القلب والوجدان .. ماذا فعلت أيها الميت الحي بهؤلاء الاحياء الأموات .. ماذا فعلت يارجل ... صديقي كل يوم اكتشف فيك جديداً .. وارتويك ابداعاً يكسر عطشي الى الشعر .. لله درك يارجل
تفيت الليالي كل شيء أخذته
وهن لما يأخذن منك غوارم
اذا كان ماتنويه فعلاً مضارعاً
مضى قبل أن تلقى عليه الجوازم
من أين لك كل هذه الحكمة وكل هذا الإبداع والبيان من أي رحم ولدت ومن أي صلب قذفت يارجل .. قبل ألف سنه قلت مايعجز عن قوله أهل زماننا .. ولو قدر لأحدهم ان يستلب فكرتك وما أكثرهم لما تمكن منها كل هذا التمكن رغم أنك بينت الطريق ورسمت مسار لوحة الإبداع .. صديقي لست هنا لأتحدث عن شعرك ولكن هالني بيت لك وكلما قررت أن اسبر اغواره أجدني عاجزُُ عن فك رموزه لأنه مرتبط بمرحله وسلوكيات وأولوية فأتوقف .. ولكنني قررت أن ابوح به هنا ولعل من حقي أن أسألك عنه
نشرتهم فوق الأحيدب كله
(كما نثرت فوق العروس الدراهم)
أسبقك أحد في عصرك الى الحديث عن النقوط ... لاأظن ذلك .. ولكنني أحببت أن أسألك أتدري لماذا ؟؟؟
لأقول أن الكثير من سلوكيات العصر التي يراها الكثير مثيرة ومغرية وذات وجاهة وبرستيج .. سبقت الكل اليها ... حتى النقوط يا أبا الطيب لم تتركه لنا .. من أين أتيت يارجل قلي بربك من أين أتيت
وقفت وما في الموت شك لواقف
كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة
ووجهك وضاح وثغرك باسم
إلى اللقاء ياصديقي .. إلى لقاء
